عرفنا تحريم الآهات المصرية أيضًا فى الوقت الذى بدأت قنوات القرآن الخليجية فى الانتشار داخل البيوت المصرية، تزامنًا مع ثورة الفضائيات، وفى الحقيقة لا يجب أن نقلل من أهمية الانتشار كدليل نجاح، لكن القلق واجب عند التدقيق فى خريطة المقرئين لدى هذه القنوات، فقد بدا واضحًا من سيل القراء الخلجيين الذين كانت لهم الغلبة على مدار اليوم فى قناة المجد السعودية بوصفها الأشهر، أن هناك خطة ما، وكان المقرؤون المصريون العظام يحظون بحصة قليلة من الساعات فى السنوات الأولى، لكن شعبيتهم أجبرت القناة بعد ذلك على التوسع فى بث تسجيلاتهم.. كانت خطة ممنهجة إذن لفرض ثقافة سماعية جديدة تكلل بالقرآن جهود الذين زرعوا فى المجتمع المصرى نمطًا دينيًا مستوردًا من بلاد النفط، تزامنًا مع انشغال المؤسسات الدينية المصرية بفتاوى الهراء، وتركيز أجهزة الثقافة والتنوير على مزيد من الهراء.